الرضاعة الطبيعية

الرضاعة الطبيعية

فوائد ومزايا الرضاعة الطبيعية

الرضاعة الطبيعية هي الوسيلة الأمثل لتلبية احتياجات طفلك، فهي نظام متكامل. تضم كل المواد الغذائية الهامة لنموه وتتطور مع تطور احتياجاته.

يمر حليب الأم بثلاث مراحل رئيسية خلال الرضاعة الطبيعية، وهي: اللبأ، والحليب الانتقالي، والحليب الناضج. ويختلف كل منها في تركيبته ولونه وكميته، بحسب احتياجات الطفل في كل مرحلة من مراحل نموه.

  1. اللبأ: هو أول حليب ينتجه الثدي بعد الولادة، ويستمر لعدة أيام. لونه أصفر وقوامه سميك، ويحتوي على نسبة عالية من البروتينات والدهون والأملاح المعدنية والأجسام المضادة. هذا الحليب يساعد على تغذية الطفل وتقوية مناعته وحمايته من العدوى. ينتج الثدي كمية قليلة من اللبأ، لكنها تكفي لإشباع الطفل في أول أيامه.
  2. الحليب الانتقالي: هو الحليب الذي يحل محل اللبأ بعد اليوم الثالث إلى الخامس عشر من الرضاعة. لونه برتقالي-أبيض وقوامه أقل سمكًا من اللبأ. يحتوي على نسبة أعلى من اللاكتوز والدهون والفيتامينات والمعادن. هذا الحليب يمد الطفل بالطاقة ويساعده على زيادة الوزن.
  3. الحليب الناضج: هو الحليب الذي ينتجه الثدي بعد الأسبوع الثاني من الرضاعة. لونه أبيض مائل للزرقة وقوامه سائل. يحتوي على توازن مثالي بين البروتينات والدهون والكربوهيدرات والماء والمواد الغذائية الأخرى. هذا الحليب يلبي احتياجات الطفل وصحته ونموه وعقله.

يجدر بالذكر أن تركيبة الحليب الناضج تتغير باستمرار، بحسب نظام الأم الغذائي ووقت الرضاعة ومدتها. ففي بداية الرضاعة، يكون الحليب أكثر سيولة لإرواء عطش الطفل. وبعد بضع دقائق، يصبح الحليب أكثر سمكًا وغنيًا بالدهون لإشباع جوع الطفل. كما يختلف الحليب من النهار إلى الليل، ففي النهار يكون أكثر دهنًا وفي الليل أكثر بروتينًا.

إلى جانب الفوائد الغذائية لحليب الأم، فإن الرضاعة الطبيعية تخلق رابطة قوية بين الأم والطفل، تعزز من الثقة والأمان والحب بينهما.

 

كيف ترضعين طفلك؟

الرضاعة الطبيعية هي أفضل طريقة لتغذية طفلك وتعزيز صحته وعلاقتك به. لكن ليست كل الأمهات تعرف كيفية الرضاعة بشكل صحيح ومريح. لذلك، سأشارك معك بعض النصائح والمعلومات عن الرضاعة الطبيعية.

اختيار الوضعية المناسبة: عندما ترضعين طفلك، يجب أن تكوني مرتاحة ومسترخية. يمكنك اختيار الوضعية التي تناسبك أكثر، سواء كانت جالسة أو مستلقية. المهم أن تضعي طفلك بحيث يكون مواجهًا لك وملتصقًا بك، وأن تكون رأسه وظهره وقدميه على خط مستقيم. لا تجعلي طفلك يدير رأسه للوصول إلى الثدي، فهذا قد يؤذي رقبته ويسبب لك التشققات في الحلمة. ادعمي ظهرك وذراعك بوسادة أو مسند، واحملي رأس طفلك بيدك، وارفعي قدميك قليلاً إذا كنت جالسة. وتذكري أن تستمتعي باللحظة الجميلة مع طفلك.

البدء بالرضاعة: لتحفيز طفلك على الرضاعة، امسحي شفتيه بحلمتك، وسيفتح فمه ويمتصها. تأكدي من أن فمه مفتوحًا على مصراعيه، وأنه يلتقط الحلمة والحليب بلسانه المنحني. إذا كان يمتص فقط الحلمة، فقد يسبب لك ألمًا والتهابًا. إذا أردت تصحيح وضعية الرضاعة، فأدخلي إصبعك بلطف بين شفتيه والثدي، وأعيدي تمرير الحلمة على شفتيه حتى يفتح فمه مرة أخرى.

التكيف مع الطلب: طفلك، من خلال تحفيز الحلمات بفمه، يرسل أمرًا إلى دماغك لإنتاج الحليب. كلما طلب طفلك أكثر، كلما أنتجت أكثر. هذا هو السبب في أنه في البداية، يوصى بالرضاعة حسب الطلب لتحفيز الإنتاج. خلال الأيام القليلة الأولى، ارضعي من كلا الثديين، متناوبة كل 10 دقائق، حتى تشجعي دخول الحليب. بعد ذلك، يمكنك التناوب بين الثديين في كل وجبة أخرى.

في البداية، تكون الرضعات عادة بفواصل من 2 إلى 4 ساعات، بما في ذلك في الليل، لأنه في رحمك، اعتاد طفلك على تلقي التغذية المستمرة. سيستغرق الأمر من 6 إلى 8 أسابيع قبل أن ينام طفلك طوال الليل.

 

نظامك الغذائي أثناء الرضاعة

الرضاعة الطبيعية هي عملية تتطلب منك الاهتمام بنظامك الغذائي، لأن حليبك يعكس ما تأكلين وما تشربين. لذلك، يجب أن تتبعي عادات غذائية صحية ومتوازنة، تغطي احتياجاتك واحتياجات طفلك. وهذه بعض النصائح لنظام غذائي جيد أثناء الرضاعة:

  • تناولي الأطعمة المتنوعة والمغذية، ولا تحرمي نفسك من أي مجموعة غذائية. اختاري الأطعمة الغنية بالبروتينات والكربوهيدرات والألياف والفيتامينات والمعادن. تجنبي الأطعمة الدسمة والمقلية والمعالجة والحلويات الزائدة.
  • زيدي من استهلاكك للأحماض الدهنية الأساسية، وهي الدهون الصحية التي تساعد على تطوير دماغ طفلك وجهازه العصبي. توجد هذه الدهون في الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة والسردين، وفي الزيوت النباتية مثل زيت الزيتون وزيت الذرة وزيت الكتان.
  • احرصي على تناول الكالسيوم بكميات كافية، لأنه مهم لصحة عظامك وأسنانك وعظام طفلك. يمكنك الحصول على الكالسيوم من المنتجات الألبانية مثل الحليب والزبادي والجبن، أو من الأطعمة الأخرى التي تحتوي عليه مثل السبانخ والبروكلي واللوز والسمسم.
  • زيدي من سعراتك الحرارية بشكل معتدل، لأنك تحتاجين إلى طاقة إضافية لإنتاج الحليب. لكن لا تزيدي من سعراتك الحرارية بشكل كبير، لأن ذلك قد يؤدي إلى زيادة الوزن غير المرغوب فيه. ينصح بزيادة سعراتك الحرارية بحوالي 500 سعرة حرارية يوميًا، لتصل إلى مجموع يومي يتراوح بين 2000 و2500 سعرة حرارية، بحسب نشاطك البدني ووزنك.
  • اشربي الكثير من الماء والسوائل، لأن الحليب يتكون بنسبة كبيرة من الماء. يجب أن تشربي حوالي 2 إلى 3 لترات من الماء يوميًا، أو ما يعادل 8 إلى 12 كوبًا. يمكنك أيضًا تناول العصائر الطبيعية أو الشاي الأخضر أو الشوربات، ولكن تجنبي المشروبات الغازية والمحلاة والمنبهة مثل القهوة والشاي الأسود.
  • لا تتبعي أي نظام غذائي قاسي لإنقاص الوزن أثناء الرضاعة، لأن ذلك قد يؤثر سلبًا على جودة وكمية حليبك. إذا كنت تريدين التخلص من الوزن الزائد الذي اكتسبته خلال الحمل، فاتبعي نظامًا غذائيًا متوازنًا ومنخفض السعرات الحرارية، ومارسي الرياضة بانتظام وباعتدال.
  • لا تمنعي نفسك من تناول بعض الأطعمة التي تحبينها، حتى لو كانت تغير من طعم حليبك. فالأطعمة مثل الثوم والبصل والملفوف والكرفس تضفي نكهة مميزة على حليبك، وتساعد طفلك على التعرف على نكهات جديدة ومتنوعة. لكن إذا لاحظت أن طفلك يرفض الرضاعة أو يعاني من اضطرابات هضمية بعد تناولك لبعض الأطعمة، فقد تحتاجين إلى تجنبها أو تقليلها.

 

احذري!

قللي من شرب القهوة والشاي، لأن الكافيين والثيين ينتقلان إلى الحليب.

ابتعدي عن الكحول والسجائر: الكحول والنيكوتين يصلان أيضًا إلى الحليب وهما مضران بالطفل وبصحتك بشكل عام. لأي استفسارات أو مشاكل، اسألي طبيبك.

في النهاية، لا تتناولين أي علاج دون سؤال طبيبك أو الصيدلي مسبقًا، لأن الأدوية يمكن أن تنتقل إلى الحليب.

مقالات ذات صلة
النوم

النوم

النوم جزء لا يتجزأ من حياة طفلك؛ فهو يساعده على النمو والحفاظ على صحته، ويمكنه من أن يتعامل مع التجارب الجديدة التي تواجهه يوميًا…

عرض
الاضطرابات<br/>الهضمية الخفيفة

الاضطرابات
الهضمية الخفيفة

من الاضطرابات الهضمية الخفيفة التي قد تحدث للأطفال هي المشاكل المعوية المؤقتة، والارتجاع الخفيف بعد الوجبات (المعروف أيضًا باسم “التجشؤ” أو “البصق”)، وكذلك بشكل أقل المغص والإمساك. هذه الاضطرابات…

عرض

موقعنا يستخدم ملفات تعريف الارتباط (Cookies) لتقديم خدمة ممتازة لك، وذلك بحفظ تفضيلاتك وتسهيل عملية ملء النماذج. وهناك أنواع مختلفة من ملفات تعريف الارتباط التي قد توضع على موقعنا من قبلنا أو من قبل جهات خارجية، وهي كالتالي:ملفات تعريف الارتباط الوظيفية (Functionality cookies): تزيد من كفاءة موقعنا وتحسن تجربتك عليه.ملفات تعريف الارتباط الأدائية (Performance cookies): تحلل نشاطك وتفضيلاتك وتقيس عدد الزوار واهتماماتهم.
ملفات تعريف الارتباط الإعلانية المخصصة (Personalized advertising cookies): تكون
ملف تعريف لاهتماماتك وتعرض إعلانات تناسبك من شركائنا. ملفات تعريف الارتباط لمشاركة المحتوى (Social network sharing cookies): تسمح لك بنشر محتوانا على منصات التواصل الاجتماعي التي أُضيفت إلى موقعنا. تجد قائمة الشركات التي تستخدم ملفات تعريف الارتباط على موقعنا هنا.

انقر على “الموافقة على جميع ملفات تعريف الارتباط” لتوافق على استعمال هذه الملفات، أو اختر زر “إدارة تفضيلاتي” للحصول على المزيد من المعلومات وتحديد اختياراتك، أو اختر زر “رفض جميع ملفات تعريف الارتباط” إذا كنت ترفض استعمال هذه الملفات. يمكنك تغيير تفضيلاتك في أي وقت بالنقر على رابط “إدارة ملفات تعريف الارتباط الخاصة بي” الموجود في أسفل كل صفحة على موقعنا. لمزيد من المعلومات، يرجى الاطلاع على سياسة ملفات تعريف الارتباط لدينا.